ماكرون يعلن عن إجراءات ووسائل إضافية جديدة لمكافحة حرائق الغابات بفرنسا
ماكرون يعلن عن إجراءات ووسائل إضافية جديدة لمكافحة حرائق الغابات بفرنسا
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته إلى القاعدة الجوية للدفاع المدني في "نيم جارون"، بإقليم "جارد" (جنوب فرنسا)، عن عدة إجراءات وتوفير معدات إضافية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات، وذلك مع اقتراب الصيف، حيث عانت البلاد في صيف 2022 حرائق هائلة دمرت أكثر من 60 ألف هكتار من الغابات.
كما أعلن ماكرون، الجمعة، أنه سيتم توفير 9 طائرات إضافية لرجال الإطفاء، كما سيتم وضع مركز تنسيق للعمليات في مدينة "نيم"، مع توفير 3660 رجل إطفاء لدعم زملائهم المحليين الذين يحتاجون إليهم، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وتقرر وضع بعض الوسائل الوقائية في جنوب فرنسا، وخاصة في المنطقة الجنوبية الغربية التي تضررت بشدة في عام 2022 من حرائق الغابات الهائلة، هذا بالإضافة إلى جهاز "لتوقعات طقس الغابات"، وتجديد أو توفير معدات جديدة لتعزيز وسائل رجال الإطفاء.
ويهدف جهاز "توقعات طقس الغابات" إلى إعلام المواطنين ورجال الإطفاء أيضًا بالبيانات والأجواء ودرجات مخاطر الحرائق التي تهدد الغابات خاصة في حالات الجفاف أو ارتفاع درجات الحرارة.
وقام الرئيس الفرنسي، بزيارة إلى القاعدة الجوية للدفاع المدني لتبادل الحديث مع الجهات الفاعلة من الدفاع المدني التي تم حشدها "للاستعداد للصيف" ومكافحة حرائق الغابات.
وبدأ ماكرون، جولته في القاعدة الجوية، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لضحايا الدفاع المدني، ورافقه وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو، ووزير الانتقال البيئي كريستوف بيشو، كما شهد عروضًا لمعدات جوية- أرضية وأنظمة الوقاية من حرائق الغابات توضح مدى قوة استراتيجية مكافحة حرائق الغابات.
وكان ماكرون قد أعلن خلال استقباله ممثلي قوات الدفاع المدني المشاركة في الحملة السابقة لمكافحة حرائق الغابات، في أكتوبر الماضي بقصر الإليزيه، عن سلسلة من الإجراءات لتجنب وقوع الحرائق وتعزيز وسائل مكافحتها سواء كانت مادية أو بشرية.
ومع اقتراب فصل الصيف تتخوف السلطات الفرنسية من اندلاع الحرائق، فقد أدت الحرائق العام الماضي 2022، إلى تدمير أكثر من 60 ألف هكتار من الغابات في فرنسا، وفقا لبيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي.
وشهدت دول أوروبية العام الماضي ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، تسبب في حرائق في بعضها، من بينها فرنسا وألمانيا، في حين أسفرت عن وفاة المئات في إسبانيا والبرتغال.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.